صوت الجزائـــــر
هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟ Ezlb9t10
صوت الجزائـــــر
هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟ Ezlb9t10
صوت الجزائـــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صوت الجزائـــــر

صوت كل الجزائر لا صوت يعلو فوق صوتنا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mourad_meghni
نائب المدير العام
نائب المدير العام
mourad_meghni


الميزان النمر
عدد المساهمات : 271
صدى صوتك : 110612
مدى شهرة صوتك : 21
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
العمر : 37
العمل/الترفيه : متفرغ للمنتدى
المزاج : مرح جدا

هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟   هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟ Emptyالأربعاء فبراير 03, 2010 5:23 pm

مقالة فلسفية
السؤال : هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟
الطريقة : الجدلية .
ان
التعقيد الذي تتميز به الحياة النفسية ، جعلها تحظى باهتمام علماء النفس
القدامى والمعاصرون ، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من مظاهرها . فاعتقد
البعض منهم ان الشعور هو الاداة الوحيدة التي تمكننا من معرفة الحياة
النفسية ، فهل يمكن التسليم بهذا الرأي ؟ او بمعنى آخر : هل معرفتنا
لحياتنا النفسية متوقفة على الشعور بها ؟
1-أ- يذهب انصارعلم النفس
التقليدي من فلاسفة وعلماء ، الى الاعتقاد بأن الشعور هو أساس كل معرفة
نفسية ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح على كل ما يحدث في
ذاته من احوال نفسية او ما يقوم به من افعال ، فالشعور والنفس مترادفان ،
ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من انفسنا ، ولعل
من ابرز المدافعين عن هذا الموقف الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي
يرى أنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس الا الحياة الفيزيولوجية » ،
وكذلك " مين دو بيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول
عنها انها معلومة دون الشعور بها » . وهـذا كله يعني ان الشعور هو اساس
الحياة النفسية ، وهو الاداة الوحيدة لمعرفتها ، ولا وجود لما يسمى بـ "
اللاشعور " .
1-ب- ويعتمد انصار هذا الموقف على حجة مستمدة من " كوجيتو
ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني ان الفكر
دليل الوجود ، وان النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير الا اذا انعم وجودها
، وان كل ما يحدث في الذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود
، اما اللاشعور فهو غير قابل للمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا
وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع ان نقول عن الانسان السّوي انه
يشعر ببعض الاحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرار من خصائص
الشعور .
ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور
، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، فلا يمكن الجمع
بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا
يعقل ونفس لا تشعر .
وأخيرا ، لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا
للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لأننا لا
نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذا
يعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .
1-جـ-
ولكن الملاحظة ليست دليلا على وجود الاشياء ، حيث يمكن ان نستدل على وجود
الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية او التيار الكهربائي
، ورغم ذلك فاثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .
ثم ان التسليم بأن
الشعورهو اساس الحياة النفسية وهو الاداة الوحيدة لمعرفتها ، معناه جعل
جزء من السلوك الانساني مبهما ومجهول الاسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ
السببية ، الذي هو اساس العلوم .
2-أ- بخلاف ما سبق ، يذهب الكثير من
انصار علم النفس المعاصر ، ان الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خبايا النفس
ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالانسان لا
يستطيع – في جميع الاحوال – ان يعي ويدرك اسباب سلوكه . ولقد دافع عن ذلك
طبيب الاعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي
يرى أن : « اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الادلة التي تثبت
وجود اللاشعور » . فالشعور ليس هـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن
– عادة – الى وجوده رغم تأثيره المباشر على سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا
..
2-ب- وما يؤكد ذلك ، أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا
معرفة كافية لكل ما يجري في حياتنا النفسية ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان
نعرف الكثير من أسباب المظاهرالسلوكية كالاحلام والنسيان وهفوات اللسان
وزلات الاقلام .. فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكن معرفتها بمنهج
الاستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل على وجودها من
خلال اثارها على السلوك . كما أثبت الطب النفسي أن الكثير من الامراض
والعقد والاضطرابات النفسية يمكن علاجها بالرجوع الى الخبرات والاحداث (
كالصدمات والرغبات والغرائز .. ) المكبوتة في اللاشعور.
2جـ - لا شك ان
مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن
اللاشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة
النفسية جعلتها حقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة
النفسية من الشعور الى اللاشعور ، الامر الذي يجعل الانسان اشبه بالحيوان
مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتة في اللاشعور.
3- وهكذا يتجلى
بوضوح ، أن الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو
لاشعوري ، أي انها بنية مركبة من الشعور واللاشعور ، فالشعور يمكننا من
فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب
اللاواعي منها .
وهكذا يتضح ، أن الانسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين :
جانب شعوري يُمكِننا ادراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري
لا يمكن الكشف عنه الا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن
الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صوت الجزائـــــر  :: •»◦--◦ı[ منتديات تعليمية ]ı◦--◦«• :: منتديات التعليم الثانوي :: سنة ثالثة ثانوي bac-
انتقل الى: