تنقلت ''الخبر'' إلى بلدية الشارف جنوبي الجلفة لمعرفة تفاصيل الواقعة التي صنعت الحدث عبر الولاية، وهي الأكبر من نوعها التي تسجلها ولاية الجلفة في مكافحة الإرهاب، والمتعلقة بالقضاء على سبعة إرهابيين وانسحاب الثامن واسترجاع ثماني قطع من الأسلحة مع مجموعة من القنابل يدوية الصنع.
قصدت المجموعة المكونة من ثمانية إرهابيين منطقة جبال قطية المتوسطة بين بلديتي الشارف وبن يعقوب، منذ نحو شهر، بعد أن انسحبت من جبال بوكحيل إثر الحصار المفروض هناك، ولأن معظم عناصرها من المنطقة، من الإدريسية والشارف وولاية الأغواط، فهم يعرفونها جيدا وتمركزوا بكاف القيران، ضاحية قطية، وهناك كانت إقامتهم. وبدأت نشاطاتهم من خلال الاستيلاء على بعض المواد الغذائية والنقود من سكان الأرياف المحيطة بهم، حيث قاموا بأخذ دابة من عند أسرة ونقود وجهاز هاتف نقال من شخص آخر وشاة وكبش للأكل، كما قاموا بحاجز مزيف نهاية الأسبوع الماضي.
غير أن الأسر المقيمة قامت بالتبليغ، وهو ما جعل قوات الجيش تتحرك لتباشر عملية تمشيط واسعة بمعية رجال الباتريوت لمنطقة الشارف وقطية، وهؤلاء هم الذين اكتشفوا مكانهم، ما جعل قوات الجيش تتمركز عبر أربع نقاط تحيط بإقامتهم. في نفس الوقت قامت بترحيل سكان الجهة وسمحت لأهالي بعضهم بمحاولة الاتصال بهم لتسليم أنفسهم. وجرت محاولة وضع كمين لهم لكنه فشل، ما استدعى محاولة ثانية يوم الثلاثاء الفارط، خاصة بعد التأكد من مكان تواجدهم بكاف القيران. وكانت المجموعة بصدد شواء لحم شاة، عندما وصلت قوات الجيش إلى المكان في حدود الساعة العاشرة صباحا وأحاطت به، ولأن المجموعة كانت متواجدة بشعبة المليليحة، وحين أحسوا بضرب الحصار واقترابه لم يجدوا إلا إطلاق النار بأسلحتهم من نوع كلاشنيكوف، ودام الاشتباك نحو أربع ساعات وأربعين دقيقة. ووصفت مقاومتهم بالعنيفة والانتحارية إلى درجة نفاد الذخيرة، وكان ذلك في حدود الساعة الثالثة والنصف مساء، ليقتحم الباتريوت المكان ويتم القضاء على كافة أعضاء المجموعة باستثناء واحد تمكن من الانسحاب متأثرا بإصابة بليغة على مستوى البطن، ولم يعثر عليه بعد أن رمى بسلاحه وفر هاربا.
واسترجع الجيش في هذه العملية سبع قطع كلاشنيكوف ومسدسا وست قنابل يدوية. وتم حمل جثامينهم إلى مستشفى الشارف ومنه إلى مستشفى الجلفة، فيما واصلت قوات الجيش بحثها عن الهارب.
وتنحصر أعمار المجموعة ما بين 12 و73 سنة، ولدى تنقلنا إلى بلدية الشارف حاولنا معرفة انطباعات الشارع الذي عبّر عن ارتياحه بانزياح هذا الكابوس المزعج بحكم الرعب والهلع الذي عاشته البلديات المجاورة، وعلى رأسها الشارف التي تسللت إليها المجموعة ذات ليلة، أثناء مقابلة الجزائر كوت ديفوار، وأخذت بعض المواد الغذائية، لكنهم يتأسفون على مثل هذه النهاية، لأن جميع من تحدثنا إليهم كانوا يتمنون أن تسلم عناصر المجموعة نفسها.